الأسواق
الحسابات
المنصات
الإستثمار
برامج الشراكة
المؤسسات
مسابقات
ولاء
الأدوات
كتبه سارة عباس
تم التحديث ٢٠ أيار ٢٠٢٥
تُعدّ السندات من أبرز الأدوات المالية التي يعتمد عليها الأفراد والمؤسسات في الاستثمار طويل الأجل. فهي تمثّل اتفاقًا ماليًا يحصل من خلاله المستثمر على دخل ثابت مقابل إقراض أمواله لجهة مُصدرة مثل الحكومة أو شركة خاصة.
يرى العديد من المستثمرين أن السندات خيار جذّاب، ليس فقط لما توفره من تدفّقات نقدية منتظمة، بل أيضًا لما تتميز به من استقرار نسبي مقارنة بالأصول الأخرى مثل الأسهم. ولذلك، تُستخدم السندات في تنويع المحافظ الاستثمارية والحد من المخاطر.
في هذا المقال، نستعرض كل ما تحتاج معرفته حول السندات، ما هي، ما أبرز أنواعها، ما الفوائد التي تقدمها، وكيف يمكنك البدء في الاستثمار بها بوعي وفعالية.
السندات توفر دخلاً ثابتًا مع مستوى مخاطرة أقل، مما يجعلها خيارًا مناسبًا للمستثمرين الحذرين.
تنوع أنواع السندات يتيح للمستثمرين مرونة في اختيار ما يتناسب مع أهدافهم ومدة استثمارهم.
فهم السوقين الأولية والثانوية ضروري لتحديد توقيت الشراء والبيع وتحقيق أفضل عائد ممكن.
سجل للحصول على حساب تجريبي مجاني وطور استراتيجياتك في التداول
السندات هي أدوات مالية تُستخدم كوسيلة لاقتراض الأموال، حيث تمثل وثيقة دَين يقدّمها المُصدر للمستثمر مقابل التزام بسداد أصل القرض مع الفوائد المتفق عليها خلال فترة زمنية محددة. يُعتبر شراء السندات بمثابة تقديم قرض من المستثمر (حامل السند) إلى الجهة المُصدرة، سواء كانت حكومة، شركة، أو بلدية، مقابل الحصول على دخل دوري ثابت يُعرف باسم "الكوبون".
عندما تشتري سندًا، فأنت في الحقيقة تُقرض المال لمصدر السند، الذي يلتزم بدفع فوائد منتظمة لك، بالإضافة إلى رد المبلغ الأصلي (القيمة الاسمية) عند نهاية مدة السند. هذا الاتفاق يُنظَّم بوثيقة قانونية تحتوي على تفاصيل السند وشروطه، ما يجعل السندات أدوات مالية رسمية تحظى بالحماية القانونية.
تصدر السندات جهات متعددة، ولكل منها غرض خاص وأسلوب مختلف في الإصدار:
الحكومات: تصدرها لجمع تمويل لمشاريع البنية التحتية أو لسد العجز في الميزانية، وتُعد من أقل السندات مخاطرة.
الشركات: تصدرها لتمويل التوسع، شراء أصول، أو إعادة هيكلة الديون، وعادةً ما تقدم عوائد أعلى.
البلديات: تصدرها الحكومات المحلية لتمويل مشاريع عامة مثل المدارس أو الطرق.
الفكرة ببساطة هي:
أنت تمنح قرضًا – تتلقى فائدة – ثم تسترد مالك الأصلي عند الاستحقاق.
هذا النظام يجعل السندات جذابة للمستثمرين الباحثين عن دخل ثابت ومنتظم مع مخاطرة محدودة نسبيًا.
لفهم السندات جيدًا، يجب التعرف على العناصر الأساسية التي تتكون منها:
القيمة الاسمية: وهي المبلغ الأصلي الذي يُقرضه المستثمر للمُصدر، ويتم استرداده عند تاريخ الاستحقاق.
تاريخ الاستحقاق: هو الموعد الذي يُلزم فيه المُصدر بسداد القيمة الاسمية للمستثمر. يمكن أن يتراوح من عدة أشهر إلى عدة عقود.
معدل الفائدة: النسبة المئوية التي تحدد قيمة الفائدة السنوية المدفوعة على السند. قد تكون هذه الفائدة:
ثابتة: تُدفع بنفس القيمة طوال فترة السند.
متغيرة: تتغير بناءً على مؤشر معين.
الكوبونات الدورية: وهي المدفوعات المنتظمة التي يتلقاها المستثمر خلال مدة السند. قد تُدفع شهريًا، ربع سنويًا، نصف سنويًا أو سنويًا، حسب شروط الإصدار.
تُعد السندات من الخيارات الاستثمارية المفضلة لدى الكثيرين لما توفره من مزايا تتعلق بالاستقرار والدخل المنتظم. وفيما يلي أبرز الأسباب التي تدفع المستثمرين نحو هذا النوع من الأدوات المالية:
الدخل المنتظم: توفر السندات مدفوعات دورية تُعرف بالكوبونات، غالبًا ما تُدفع شهريًا أو نصف سنويًا، ما يجعلها مصدرًا ثابتًا للدخل، خاصة في فترات انخفاض أسعار الفائدة أو تقلبات الأسواق الأخرى.
الحفاظ على رأس المال: عند الاحتفاظ بالسند حتى تاريخ استحقاقه، يحصل المستثمر على كامل المبلغ الأصلي الذي دفعه (القيمة الاسمية)، مما يجعل السند وسيلة فعالة لحماية رأس المال.
انخفاض مستوى المخاطرة مقارنة بالأسهم: السندات، وخاصة الحكومية منها، تُعد أقل تقلبًا من الأسهم، وتمنح المستثمر درجة أعلى من الأمان، خصوصًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
تنويع المحفظة الاستثمارية: يُسهم تضمين السندات ضمن محفظة استثمارية في تقليل المخاطر العامة، نظرًا لأن أداءها غالبًا ما يكون مستقلاً عن أداء الأسهم أو الأصول الأخرى.
ملاءمة السندات للمستثمرين الحذرين أو المتقاعدين: نظرًا لطبيعتها المحافظة وتوفيرها لعائد ثابت، فإن السندات تُناسب بشكل خاص المتقاعدين أو من يبحثون عن دخل مستقر دون تحمل مخاطرة كبيرة.
تتنوع السندات من حيث طبيعتها، الجهة المُصدرة، ومدى المخاطرة والعائد المرتبط بها. هذا التنوع يمنح المستثمرين مرونة في الاختيار حسب أهدافهم المالية. فيما يلي شرح مفصل لأبرز أنواع السندات:
تصدرها الحكومات المركزية، وتُستخدم لجمع التمويل اللازم لتغطية النفقات العامة أو تنفيذ المشاريع الوطنية. تمتاز بعوائد ثابتة تُصرف عادة على فترات نصف سنوية، كما أنها تمتد لفترات طويلة (٥ إلى ٣٠ عامًا). نظرًا لدعمها من قبل الدولة، تُعدّ من أكثر أنواع السندات أمانًا، وتُستخدم كأداة رئيسية للمستثمرين المحافظين.
تُصدرها الشركات الخاصة أو العامة لتمويل عملياتها التشغيلية، توسعاتها، أو إعادة هيكلة الديون. تمنح فائدة أعلى من السندات الحكومية لتعويض المستثمر عن المخاطر الإضافية. تُستخدم عادة من قبل المستثمرين الباحثين عن عوائد أعلى مع تحمل درجة مخاطرة متوسطة إلى مرتفعة.
تصدرها البلديات أو الحكومات المحلية بهدف تمويل مشاريع تنموية مثل المدارس، المستشفيات، الطرق، أو مشاريع البنية التحتية. من أبرز مزاياها أنها قد تكون معفاة من الضرائب في بعض الدول، ما يجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين المقيمين محليًا.
هي سندات تُصدر خصيصًا لتمويل مشاريع بيئية مستدامة، مثل الطاقة المتجددة، معالجة المياه، أو تحسين كفاءة الطاقة. يُقبل عليها المستثمرون المهتمون بالاستثمار الأخلاقي أو البيئي، وتُشبه السندات العادية من حيث العائد والتركيبة، لكن الغرض من استخدامها يختلف.
نوع هجين من السندات، إذ يمكن للمستثمر تحويلها إلى أسهم في الشركة المُصدرة بعد فترة محددة أو بسعر محدد مسبقًا. توفر هذه السندات فرصة للاستفادة من ارتفاع سعر السهم، وتجمع بين الأمان النسبي للسند والعائد المحتمل للسهم.
تتميز بأن معدل الفائدة فيها لا يكون ثابتًا، بل يتغير دوريًا بناءً على مؤشرات مرجعية مثل سعر الفائدة الأساسي أو مؤشرات السوق. تساعد هذه السندات على حماية المستثمر من تقلبات أسعار الفائدة، وتُعتبر مفيدة في فترات ارتفاع الفائدة.
يُعد شراء السندات خطوة مهمة لبناء محفظة استثمارية مستقرة ومتوازنة، خاصة للمستثمرين الباحثين عن دخل ثابت ومخاطر أقل. تختلف طرق شراء السندات باختلاف نوعها والجهة المُصدرة، لكن المبدأ العام يتّبع خطوات واضحة ومنظمة. إليك شرحًا مفصلًا لكيفية شراء السندات:
قبل الشراء، يجب أن تحدد نوع السند الذي يتماشى مع أهدافك، سواء كنت تبحث عن استقرار طويل الأمد (مثل السندات الحكومية)، أو عائد أعلى مع مخاطر أعلى (مثل سندات الشركات)، أو استثمار أخلاقي (مثل السندات الخضراء). يعتمد الاختيار على:
مستوى المخاطرة الذي يمكنك تحمله
مدة الاستثمار المطلوبة
نوع العائد الذي تبحث عنه (ثابت أو متغير)
الأهداف المالية قصيرة أو طويلة الأجل
يمكنك شراء السندات عبر:
الوسطاء الماليين: سواء في البنوك أو شركات الوساطة المرخصة.
المنصات الإلكترونية: التي توفر تداول السندات أو صناديق السندات (مثل ETFs).
العروض المباشرة: في بعض الدول، يمكن شراء السندات الحكومية مباشرة عبر البنوك المركزية أو المواقع الرسمية.
احرص على اختيار وسيط موثوق يُوفر بيانات واضحة حول السندات المتاحة، الرسوم، وتفاصيل الفائدة.
قبل اتخاذ القرار، اقرأ المعلومات التالية بعناية:
القيمة الاسمية للسند
تاريخ الاستحقاق
معدل الفائدة (ثابت أو متغير)
جدول دفع الكوبونات (شهري، نصف سنوي، سنوي)
التصنيف الائتماني للمُصدر (من وكالات مثل Moody’s أو S&P)
يساعدك ذلك على تقييم المخاطر واتخاذ قرار استثماري مدروس.
بمجرد اختيار السند المناسب، يمكنك تنفيذ عملية الشراء من خلال حسابك الاستثماري. تأكد من:
تحديد الكمية (عدد السندات)
تحديد سعر الشراء (إذا كنت تشتري من السوق الثانوية)
مراجعة الرسوم والعمولات المترتبة
سوق السندات الأولية هو المكان الذي تُطرح فيه السندات لأول مرة من قبل الجهة المُصدرة، سواء كانت حكومة، شركة، أو بلدية. في هذا السوق، تتم عملية البيع مباشرة بين المُصدر والمستثمر، حيث يقوم المستثمر بشراء السند للمرة الأولى مقابل تقديم تمويل فعلي للجهة المُصدرة. هذا النوع من التداول يُستخدم لجمع رؤوس الأموال لتمويل مشاريع أو سداد التزامات قائمة. غالبًا ما تُباع السندات في السوق الأولية بالقيمة الاسمية، ويجري الاكتتاب فيها من خلال قنوات محددة مثل البنوك المركزية أو الوسطاء المعتمدين.
أما سوق السندات الثانوية فهو السوق الذي يتم فيه تداول السندات بعد إصدارها الأولي. أي أن المستثمر الذي يمتلك سندًا يستطيع بيعه إلى مستثمر آخر دون أن يكون للجهة المُصدرة دور مباشر في هذه الصفقة. هنا، لا يشتري المستثمر السند من الحكومة أو الشركة بل من مستثمر آخر يرغب في الخروج من مركزه الاستثماري.
السوق الثانوية توفّر سيولة عالية وفرصًا للبيع أو الشراء في أي وقت قبل موعد استحقاق السند. أسعار السندات في هذه السوق ليست ثابتة، بل تتأثر بالعرض والطلب وسعر الفائدة في السوق. إذا ارتفعت أسعار الفائدة مثلًا، قد تنخفض القيمة السوقية للسندات القديمة ذات العائد المنخفض، والعكس صحيح.
رغم أن السندات تُعدّ من أكثر الأدوات المالية استقرارًا وأمانًا، إلا أنها مثل أي استثمار، تنطوي على مزايا وعيوب ينبغي فهمها جيدًا قبل اتخاذ قرار الشراء.
دخل منتظم: توفّر السندات تدفقًا نقديًا ثابتًا من خلال مدفوعات الفائدة (الكوبونات)، والتي تُدفع عادةً شهريًا أو نصف سنويًا، ما يجعلها مناسبة لمن يبحثون عن دخل ثابت، مثل المتقاعدين.
الحفاظ على رأس المال: عند الاحتفاظ بالسند حتى تاريخ الاستحقاق، يسترد المستثمر كامل القيمة الاسمية للسند، ما يساعد في حماية رأس المال من الخسائر الكبيرة.
مخاطرة أقل مقارنة بالأسهم: السندات، وخاصة الحكومية منها، تُعد أقل تقلبًا من الأسهم، وتوفّر استقرارًا نسبيًا في الأداء، مما يجعلها خيارًا جيدًا للمستثمرين المحافظين.
تنويع المحفظة الاستثمارية: إدراج السندات ضمن المحفظة يساعد على تقليل التقلبات العامة للمحفظة، ويمنحها توازنًا بين العائد والمخاطرة.
عائد أقل من الأسهم: مقارنة بالأسهم، تحقق السندات عادةً عوائد أقل، وهو ما قد لا يناسب المستثمرين الباحثين عن نمو سريع في رأس المال.
مخاطر التضخم: إذا ارتفعت معدلات التضخم، فإن القوة الشرائية للفوائد التي يحصل عليها المستثمر قد تتراجع، خاصة في السندات ذات الفائدة الثابتة.
مخاطر الائتمان: في السندات غير الحكومية، هناك احتمال ألا تتمكن الجهة المُصدرة من سداد الفائدة أو القيمة الاسمية، خاصة إذا كان تصنيفها الائتماني ضعيفًا.
التأثر بتغير أسعار الفائدة: عندما ترتفع أسعار الفائدة في السوق، تنخفض القيمة السوقية للسندات القديمة ذات العوائد المنخفضة، مما قد يؤدي إلى خسائر إذا قرر المستثمر بيع السند قبل الاستحقاق.
تُعد السندات من أكثر أدوات الاستثمار انتشارًا واستقرارًا، وهي خيار مثالي لمن يسعون إلى تحقيق دخل ثابت مع تقليل المخاطر. من خلال فهم طبيعة السند كوثيقة دين، والتعرف على أنواعه المختلفة، ومزاياه وعيوبه، وآليات تداوله، يمكن للمستثمر اتخاذ قرارات مبنية على معرفة حقيقية وهدف مالي واضح.
سواء كنت مستثمرًا مبتدئًا تبحث عن طريقة آمنة لتنمية أموالك، أو محترفًا تسعى لتنويع محفظتك، فإن السندات تُوفر لك أدوات متعددة واستراتيجيات متنوعة تناسب مختلف مستويات المخاطرة والأهداف الزمنية.
لكن كما هو الحال مع أي أداة مالية، تبقى المعرفة والوعي أساس اتخاذ القرار الصحيح. تابع الأسواق، راقب أسعار الفائدة، واحرص على اختيار السندات التي تتناسب مع خطتك الاستثمارية.
افتح حساباً وابدأ الآن
نعم، هناك سندات مقومة بعملات متعددة مثل اليورو، الجنيه الإسترليني، الين الياباني، أو حتى العملات المحلية في بعض الأسواق الناشئة.
السهم يمنحك حصة ملكية في الشركة وحق في الأرباح والتصويت، بينما السند لا يمنحك أي ملكية بل يُعتبر قرضًا تسترده مع الفائدة.
نعم، في حال بيع السند قبل تاريخ الاستحقاق بسعر أقل من سعر الشراء، أو في حال تعثّرت الجهة المُصدرة عن سداد المبلغ أو الفائدة.
يتم تحديده من قبل وكالات التصنيف مثل Moody’s وS&P وFitch، بناءً على قدرة المُصدر على السداد ومتانته المالية.
السندات قصيرة الأجل تستحق خلال أقل من ٣ سنوات، بينما تمتد السندات طويلة الأجل لأكثر من ١٠ سنوات، وغالبًا ما تكون فوائدها أعلى لتعويض المدة والمخاطرة.
نعم، تُعرف باسم "الصكوك"، وتُصمم بطريقة لا تتضمن الفائدة الربوية، بل تعتمد على تقاسم العائد من أصول أو مشاريع حقيقية.
كاتبة محتوى
سارة عباس هي كاتبة محتوى متخصصة في تحسين محركات البحث (SEO) ولديها ما يقارب السنتين من الخبرة في إنشاء محتوى تعليمي عن التمويل والتداول. تتميز سارة بأسلوب فريد يجمع بين الإبداع والوضوح، مما يحول المفاهيم المعقدة إلى محتوى سهل الفهم.
هذه المادة المكتوبة/المرئية تتضمن آراء وأفكارًا شخصية وقد لا تعكس آراء الشركة. لا ينبغي اعتبار المحتوى على أنه يحتوي على أي نوع من النصائح الاستثمارية أو دعوة لإجراء أي معاملات. كما أنه لا يُعتبر التزامًا بشراء خدمات استثمارية، ولا يضمن أو يتنبأ بالأداء المستقبلي. شركة XS، والشركات التابعة لها، أو وكلاؤها، أو مدراؤها، أو موظفوها لا يضمنون دقة أو صحة أو توقيت أو اكتمال أي من المعلومات أو البيانات المتاحة، ولا يتحملون أي مسؤولية عن أي خسائر ناتجة عن أي استثمار استنادًا إلى نفس المعلومات. قد لا تقدم منصتنا جميع المنتجات أو الخدمات المذكورة.