تقاطع العملات في الفوركس: ما هو وكيف يعمل؟

ما هو تقاطع العملات؟

تقاطع العملات في التداول يشير إلى اللحظة التي يلتقي فيها متوسطان متحركان مختلفان على الرسم البياني، وغالبًا ما يكون أحدهما قصير المدى (مثل 50 يومًا) والآخر طويل المدى (مثل 200 يوم). يحدث هذا التقاطع نتيجة تغيّر في حركة السعر، ويُستخدم كمؤشر فني للتنبؤ بانعكاس أو استمرار الاتجاه السعري.

عندما يتقاطع المتوسط القصير فوق المتوسط الطويل، يُعرف ذلك بـ"التقاطع الذهبي" ويُعتبر إشارة صعودية. أما إذا تقاطع المتوسط القصير أسفل المتوسط الطويل، فيُطلق عليه "التقاطع الميت" ويُعد إشارة هبوطية. يعتمد العديد من المتداولين على تقاطع العملات في التداول كأداة لتأكيد قراراتهم، خاصة عند دمجها مع مؤشرات أخرى مثل مؤشر القوة النسبية أو أحجام التداول.

الفرق بين أزواج العملات الرئيسية والتقاطعية

في سوق الفوركس، يتم تصنيف أزواج العملات إلى نوعين رئيسيين: أزواج العملات الرئيسية وأزواج العملات التقاطعية. الفهم الصحيح لهذا التصنيف ضروري لكل متداول، خاصة عند تحليل تقاطع العملات في التداول.

• أزواج العملات الرئيسية (Major Pairs): هي الأزواج التي تتضمن الدولار الأمريكي (USD) إلى جانب عملة رئيسية أخرى مثل اليورو (EUR/USD) أو الين الياباني (USD/JPY). تتميز بسيولة عالية وفروق سعرية منخفضة نظرًا لارتفاع حجم التداول عليها.

• أزواج العملات التقاطعية (Cross Currency Pairs): هي الأزواج التي لا تحتوي على الدولار الأمريكي، مثل EUR/JPY أو GBP/CHF. تُعرف أيضًا باسم "العملات التقاطعية"، وتُستخدم بشكل شائع في استراتيجيات تقاطع العملات في التداول لأنها تعكس تحركات الأسواق الثانوية بين عملتين قويتين دون تدخل الدولار.

فهم هذا الفرق يساعد المتداول في اختيار الأزواج المناسبة لاستراتيجياته، وتحديد فرص تقاطع العملات التي قد تحمل إشارات تداول مهمة.

أمثلة شائعة على أزواج العملات التقاطعية

في سوق الفوركس، هناك العديد من أزواج العملات التقاطعية التي تُستخدم بكثرة بين المتداولين نظرًا لسيولتها النسبية وتقلباتها المفيدة للتحليل الفني. إليك أبرز الأمثلة:

• EUR/JPY: اليورو مقابل الين الياباني

• GBP/JPY: الجنيه الإسترليني مقابل الين الياباني

• EUR/GBP: اليورو مقابل الجنيه الإسترليني

• AUD/JPY: الدولار الأسترالي مقابل الين الياباني

• CHF/JPY: الفرنك السويسري مقابل الين الياباني

• EUR/CHF: اليورو مقابل الفرنك السويسري

• NZD/JPY: الدولار النيوزيلندي مقابل الين الياباني

تُستخدم هذه الأزواج بشكل واسع في استراتيجيات تقاطع العملات في الفوركس، حيث توفر فرصًا واضحة لتحديد الاتجاهات والانقلابات السعرية دون الحاجة إلى تتبع أداء الدولار الأمريكي.

كيف يتم استخدام معاملات العملات التقاطعية؟

تُستخدم معاملات العملات التقاطعية في التداول عندما يرغب المتداول في تبادل عملتين غير الدولار الأمريكي دون الحاجة إلى تحويلهما أولاً إلى الدولار. بدلًا من تنفيذ صفقتين منفصلتين عبر الدولار، تُنفذ صفقة واحدة مباشرة بين العملتين، مثل EUR/JPY أو GBP/CHF.

يُفضّل المتداولون هذا النوع من المعاملات لأسباب متعددة، منها تقليل التكاليف، الاستفادة من تحركات الأسعار بين عملات قوية، وتطبيق استراتيجيات فنية مثل تقاطع العملات في التداول دون تأثر مباشر بحركة الدولار.

ما هو مقايضة العملات التقاطعي؟

مقايضة العملات التقاطعية هي اتفاقية مالية بين طرفين يتم فيها تبادل مدفوعات الفائدة ورأس المال بعملتين مختلفتين. تُستخدم هذه الأداة بشكل شائع بين المؤسسات المالية والشركات لإدارة مخاطر تقلب أسعار الصرف أو لتمويل عمليات بعملة أجنبية بشروط أفضل.

في هذا النوع من العقود، يبدأ الطرفان بتبادل المبلغ الأصلي بالعملة المتفق عليها، ثم يتم تبادل الفوائد بشكل دوري (سواء كانت ثابتة أو متغيرة) خلال مدة العقد، وأخيرًا يُعاد تبادل المبالغ الأصلية في نهاية فترة الاتفاق.

على عكس المعاملات الفورية أو الآجلة، تهدف مقايضات العملات التقاطعية إلى توفير تمويل طويل الأجل والتحوط من مخاطر تقلب العملات، وتُستخدم غالبًا في بيئة المؤسسات الكبيرة وليس من قبل المتداولين الأفراد.

ما هو حساب تقاطع العملات الثلاثي؟

تقاطع العملات الثلاثي هو طريقة تُستخدم لحساب سعر صرف بين عملتين لا يتم تداولهما بشكل مباشر من خلال استخدام عملة وسيطة، غالبًا ما تكون الدولار الأمريكي (USD) أو اليورو (EUR). تُعرف هذه العملية أيضًا باسم التحويل الثلاثي للعملات.

على سبيل المثال، إذا كنت تريد حساب سعر صرف GBP/JPY ولكن لا يتوفر هذا الزوج بشكل مباشر، فيمكنك استخدام المعادلة التالية:

يُستخدم هذا الأسلوب في أسواق الفوركس والمؤسسات المالية لتحديد أسعار دقيقة لأزواج العملات التقاطعية، خاصة عندما لا تكون هناك سيولة كافية لزوج العملة المطلوب. كما يعتبر أساسيًا في عمليات التحويل بين الحسابات البنكية متعددة العملات أو عند إجراء تحليل دقيق لحركة الأسعار بين عملتين نادرتي التداول

استراتيجيات تداول تقاطع العملات للمبتدئين

تُعد استراتيجيات تقاطع العملات في التداول من الأساليب الشائعة والبسيطة التي يعتمد عليها المبتدئون لتحليل حركة السوق واتخاذ قرارات مبنية على البيانات الفنية. فيما يلي أبرز الاستراتيجيات المناسبة للمتداولين الجدد:

• استراتيجية التقاطع الذهبي (Golden Cross):
  تحدث عندما يتقاطع المتوسط المتحرك قصير الأجل (مثل 50 فترة) فوق المتوسط المتحرك طويل الأجل (مثل 200 فترة). يُعتبر هذا إشارة صعودية ووقتًا مناسبًا لفتح صفقة شراء.

• استراتيجية التقاطع الميت (Death Cross):
  على العكس من التقاطع الذهبي، يحدث عندما يهبط المتوسط القصير دون المتوسط الطويل، مما يشير إلى بداية اتجاه هبوطي ويُستخدم للدخول في صفقة بيع.

• التقاطع مع تأكيد إضافي:
  يُفضل المبتدئون دمج تقاطع العملات في التداول مع مؤشرات أخرى مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) أو مؤشر MACD، وذلك لتقليل الإشارات الكاذبة وزيادة دقة التوقعات.

• استخدام الأطر الزمنية الأطول:
  كلما زادت الفترة الزمنية المستخدمة (مثل الرسوم البيانية اليومية أو الأسبوعية)، زادت موثوقية إشارة التقاطع، وهو أمر مناسب للمبتدئين الذين يفضلون التداول بعيدًا عن تقلبات السوق اللحظية.

باتباع هذه الاستراتيجيات البسيطة، يمكن للمتداولين الجدد البدء في تحليل تقاطع العملات بثقة أكبر واتخاذ قرارات مدروسة تعزز فرصهم في تحقيق نتائج إيجابية.

مزايا وعيوب تداول أزواج العملات التقاطعية

تداول أزواج العملات التقاطعية يقدم فرصًا فريدة للمتداولين، لكنه لا يخلو من التحديات. إليك نظرة متوازنة على أبرز المزايا والعيوب:

المزايا

• تنويع الفرص: تتيح العملات التقاطعية تنويع المحفظة خارج نطاق الدولار الأمريكي، مما يقلل من الاعتماد على تحركاته.

• تحركات فنية أوضح: العديد من أزواج العملات التقاطعية تظهر أنماطًا فنية واضحة، مما يسهل استخدام استراتيجيات مثل تقاطع العملات في التداول.

• فرص أرباح من العلاقات الاقتصادية: يمكن الاستفادة من الفروق الاقتصادية أو السياسية بين بلدين، مثل تأثير الفائدة بين اليورو والين أو الجنيه الإسترليني.

• أقل تأثرًا بالأخبار الأمريكية: نظرًا لغياب الدولار، تتأثر هذه الأزواج بالأحداث المحلية للعملتين فقط، مما قد يقلل من الضجيج الإخباري.

العيوب

• سيولة أقل من الأزواج الرئيسية: بعض الأزواج التقاطعية تعاني من انخفاض السيولة، مما يؤدي إلى فروقات سعرية (سبريد) أوسع.
  تقلبات مفاجئة: قد تشهد تقلبات سعرية قوية وغير متوقعة نتيجة لتغيرات مفاجئة في أحد الاقتصادين المعنيين.

• تحليلات أكثر تعقيدًا: تحتاج إلى متابعة سياسات نقدية واقتصادية مزدوجة، مما يزيد من صعوبة التحليل.

• تكاليف تداول أعلى: في بعض الحالات، قد تكون التكاليف أعلى بسبب الفروق السعرية أو ضعف التوفر على بعض المنصات.

باختصار، تداول أزواج العملات التقاطعية قد يكون أداة فعالة للمتداولين الباحثين عن تنويع واستراتيجيات فنية واضحة، لكن يتطلب حذرًا وتحليلًا دقيقًا لإدارة المخاطر بشكل جيد.

الخلاصة

في عالم الفوركس الديناميكي، يُعد تقاطع العملات أداة تحليلية قوية تساعد المتداولين على فهم التحولات في الاتجاهات السعرية واتخاذ قرارات مدروسة. سواء كنت تتابع التقاطع الذهبي أو الميت، أو تستخدم تقاطع العملات الثلاثي، فإن استيعاب هذه المفاهيم يفتح لك أبوابًا لفهم أعمق للأسواق وتطبيق استراتيجيات تداول أكثر دقة.

ومع أن تداول أزواج العملات التقاطعية يوفر فرصًا لتنويع المحفظة وتحقيق أرباح من تحركات عملات غير مرتبطة بالدولار الأمريكي، إلا أنه يتطلب وعيًا بالتقلبات وتحليلًا مزدوجًا للاقتصادات المرتبطة.

إذا تم استخدام تقاطع العملات ضمن خطة تداول مدروسة، يمكن أن يكون أداة فعالة تعزز أداء المتداول في بيئة الفوركس المتقلبة.