الأسهم

أساسيات تداول الأسهم: دليل المبتدئين

بواسطة نتالي عقدة

٢٦ نيسان ٢٠٢٤

عالم الاستثمار عالم فسيح يضم العديد من الأدوات والطرق لتحقيق الأهداف المالية على المدى الطويل. ومن بين هذه الأدوات، يبرز تداول الأسهم كخيار شائع لكثيرين، حيث يتيح للمستثمرين المشاركة في نمو الشركات وتحقيق عوائد مجزية. ولكن، على غرار أي طريق نحو النجاح، تتطلب هذه الرحلة المعرفة والتحضير الجيدين. فإذا كنت تفكر في خوض غمار تداول الأسهم، فإليك دليل شامل يقدّم لك الأساسيات التي تحتاجها لتبدأ خطواتك الأولى بثقة.

ما هو تداول الأسهم؟

في البداية، دعنا نتعرف على ما هو تداول الأسهم. ببساطة، يتلخص الأمر في شراء وبيع أسهم شركات مساهمة عامة مدرجة في البورصة. عندما تشتري سهمًا، فأنت تشتري جزءًا صغيرًا من ملكية تلك الشركة، ويُعكس سعر السهم قيمة الشركة في السوق. بمعنى آخر، كلما زادت قيمة الشركة وازداد الطلب على أسهمها، ارتفع سعر السهم والعكس صحيح.

لماذا تتداول الأسهم؟

ولكن لماذا يلجأ الأفراد إلى تداول الأسهم؟ هناك عدة أسباب تدفعهم إلى ذلك، منها:

  • تحقيق الأرباح: الهدف الأساسي للعديد من المتداولين هو تحقيق أرباح من خلال شراء الأسهم التي يتوقعون ارتفاع قيمتها في المستقبل، ومن ثم بيعها بسعر أعلى. على سبيل المثال، إذا اشتريت سهمًا لشركة ناشئة في مجال التكنولوجيا بقيمة 10 دولارات، وتضاعفت قيمة الشركة لاحقًا بسبب نجاح منتجاتها، فقد تتمكن من بيع السهم بسعر 50 دولارًا أو أكثر، محققًا بذلك ربحًا كبيرًا.

  • الحصول على دخل منتظم: توزع بعض الشركات أرباحًا نقدية على مساهميها بشكل دوري (ربع سنوي أو نصف سنوي أو سنوي)، وهو ما يُعرف بتوزيعات الأرباح. يعتمد مبلغ توزيعات الأرباح على أداء الشركة وأرباحها. على سبيل المثال، إذا كنت تمتلك 100 سهم في شركة توزع ربحًا نقديًا قدره دولار واحد للسهم الواحد، فستحصل على 100 دولار كدخل إضافي.

  • التحوط من التضخم: على مر السنين، ومع ارتفاع تكلفة المعيشة، تنخفض القيمة الشرائية للنقود. الاستثمار في الأصول التي ترتفع قيمتها بمرور الوقت، مثل الأسهم، يمكن أن يساعدك على حماية أموالك من التضخم وتحقيق نمو يفوق ارتفاع الأسعار. على سبيل المثال، إذا استثمرت مبلغًا معينًا في أسهم شركة ناجحة قبل 10 سنوات، فمن المحتمل أن تكون قيمة استثمارك اليوم قد ارتفعت بشكل ملحوظ، مما يوفر لك حماية من انخفاض القوة الشرائية للنقود.

  • المشاركة في نمو الاقتصاد: عندما تستثمر في أسهم شركات ناجحة، فأنت تساهم بشكل غير مباشر في نمو تلك الشركات والاقتصاد بشكل عام. هذا يعني أن أداء الأسهم غالبًا ما يكون مرتبطًا بالأداء العام للاقتصاد، وعند انتعاش الاقتصاد، من المتوقع أن ترتفع قيم الكثير من الأسهم. على سبيل المثال، إذا استثمرت في شركات تعمل في مجال الطاقة المتجددة خلال فترة تشهد اهتمامًا متزايدًا بهذا القطاع، فمن المحتمل أن تستفيد من نمو هذا القطاع الاقتصادي وارتفاع قيم أسهم الشركات العاملة فيه.

الخطوات الأولى لبدء تداول الأسهم

بعد أن تعرفنا على ما هو تداول الأسهم وأسباب الإقبال عليه، حان الوقت لنتعرف على كيفية البدء في هذه الرحلة.

1. تعلم أساسيات السوق المالية

قبل أن تخطو خطوة واحدة في عالم تداول الأسهم، من الضروري أن تضع الأساس المعرفي المتين. ابدأ بالتعرف على كيفية عمل سوق الأوراق المالية، بما في ذلك:

  • مفاهيم أساسية مثل العرض والطلب، والأوامر الشرائية والبيعية، والفرق بين السعر السوقي وسعر العرض والطلب.

  • أنواع مختلفة من الأصول المالية، بما في ذلك الأسهم والسندات والعملات الأجنبية والمشتقات المالية.

  • مخاطر الاستثمار في الأسهم، مثل تقلبات السوق وخسارة رأس المال.

  • تحليل السوق الأساسي والتحليل الفني، واستراتيجيات تداول الأسهم المختلفة.

يمكنك اكتساب هذه المعرفة من خلال قراءة الكتب والمقالات والمدونات المتخصصة، أو الالتحاق بدورات تدريبية مقدمة من شركات الوساطة أو مؤسسات تعليمية مالية.

2. افتح حساب وساطة

لشراء وبيع الأسهم، ستحتاج إلى فتح حساب تداول لدى شركة وساطة مرخصة. هذه الشركات بمثابة وسيط التداول بينك وبين سوق الأوراق المالية، وتتيح لك تنفيذ أوامر الشراء والبيع الخاصة بك. 

عند اختيار شركة وساطة، يجب أن تضع في اعتبار عدة عوامل، بما في ذلك:

  • الرسوم والعمولات التي تفرضها الشركة على عمليات التداول.

  • منصات التداول التي توفرها الشركة، ومدى سهولة استخدامها.

  • خدمات البحث والتحليل التي تقدمها الشركة لعملائها.

  • سمعة الشركة وموثوقيتها.

3. حدد أهدافك الاستثمارية

قبل البدء بالاستثمار، من المهم أن تحدد أهدافك الاستثمارية. هل تبحث عن تحقيق أرباح قصيرة الأجل أم طويلة الأجل؟ هل ترغب في بناء مصدر دخل ثابت أم زيادة رأس مالك بشكل تدريجي؟ 

بمجرد تحديد أهدافك، يمكنك تطوير استراتيجية تداول تتناسب مع تلك الأهداف ومع مستوى تحملك للمخاطر.

4. ابدأ بمبلغ صغير

من الأفضل أن تبدأ بالاستثمار بمبلغ صغير نسبيًا في البداية، خاصة إذا كنت مبتدئًا. هذا يساعدك على اكتساب الخبرة والتعلم من أخطائك دون تعريض نفسك لخسائر كبيرة. تذكر أن سوق الأسهم متقلب بطبيعته، ومن المهم أن تكون مستعدًا للمخاطر المحتملة.

5. تنويع استثماراتك في تداول الأسهم

من المهم تنويع استثماراتك على مجموعة متنوعة من الأسهم من قطاعات مختلفة. هذا يساعد على تقليل المخاطر التي قد تتعرض لها في حال انخفاض قيمة أحد الأسهم التي تمتلكها. على سبيل المثال، يمكنك توزيع استثماراتك على أسهم شركات تعمل في قطاعات مختلفة مثل الرعاية الصحية والتقنية والمصارف والطاقة.

6. كن صبورًا ومتابعًا

لا تتوقع تحقيق الثراء السريع من تداول الأسهم. النجاح في هذا المجال يتطلب الصبر والمتابعة والتعلم المستمر. راقب باستمرار أداء الأسهم التي تستثمر فيها، وقم بتحليل السوق بشكل عام. كما ينبغي لك أن تتحلى بالانضباط وتجنب اتخاذ قرارات استثمارية متسرعة بناءً على العواطف والانفعالات.

7. التعامل مع وسيط الأسهم

استخدام وسيط الأسهم ضروري لك لتسهيل عملية الاستثمار وتوفير النصائح والتحليلات المهمة. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في شراء أو بيع أسهم، يمكن لوسيط الأسهم تسهيل هذه العمليات وتوفير المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الاستثمارية الصائبة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للوسيط أن يقدم نصائح مخصصة ومتخصصة استنادًا إلى أهداف الاستثمار ومستوى المخاطرة لكل مستثمر.  لذلك يجب عليك اختيار أفضل وسيط للأسهم.

خاتمة

يُعد تداول الأسهم وسيلة استثمارية مشروعة ويمكن أن تساعدك على تحقيق أهدافك المالية على المدى الطويل. ومع ذلك، من الضروري أن تكون على دراية بالأساسيات والمخاطر قبل البدء. ابدأ بتعلم وتحقيق المعرفة، واختار استراتيجية تتناسب مع أهدافك وقدراتك المالية، وكن صبورًا ومتابعًا ومسؤولًا في اتخاذ قراراتك الاستثمارية. تذكر أن رحلة النجاح في عالم الاستثمار تتطلب المثابرة والتعلم المستمر.

شارك هذه المدونة: