الفوركس

تداول الفوركس عبر الإنترنت وتقييم وسيط الفوركس: الدليل المبسط

بواسطة سامر

٢٥ يناير ٢٠٢٤

أصبح تداول الفوركس شائعاً للغاية مع التطور المتسارع في تكنولوجيا التداول الإلكتروني الذي يمكن المتداولين من اقتناص الفرص على مدار الساعة ومن أي مكان. إلا أن عالم تداول الفوركس قد يكون مبهماً للبعض وذلك مع تعدد الجوانب التي يجب على المتداول ادراكها لضمان أن أمواله ستذهب إلى المكان الصحيح وستتاح له الفرصة لتحقيق الربح.

في هذا الدليل المبسط، نستعرض أهم الجوانب التي يجب عليك معرفتها عن تداول الفوركس وكذلك حول كيفية اختيار وسيط فوركس موثوق.

ما هو تداول الفوركس وما أهم المفاهيم التي يجب عليك استيعابها؟

تداول العملات الأجنبية (الفوركس) يعني القيام بشراء أو بيع عملة بلد ما مقابل عملة اخر وذلك بما بعرف بأزواج العملات. فيما يتكون زوج العملة من عملة الأساس وعملة القياس، الأولى هي العملة التي يتم بيع أو شراءها والثانية تمثل قيمة عملة الأساس. على سبيل المثال، في زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD) قد نجد أن سعر الشراء يعادل 1.08353 وهو ما نحتاجه من الدولار الأمريكي لشراء يورو واحد. لكن لن يتم تداول أزواج العملات بهذه البساطة الشديد، وإنما ستجد أمام العديد من الجوانب عند التداول والتي سنبرز أهمها في الآتي:

  • حجم الصفقة (lot): يتم تداول أزواج العملات في أحجام محددة والتي تُعرف باللوت. فيما أن اللوت القياسي يعادل 100,000 وحدة من عملة الأساس. في حين نجد أحجام أصغر مثل الميني لوت أو الميكرو لوت والتي تعادل 10,000 و1000 وحدة من عملة الأساس على التوالي. فيما يجب عليك تحديد حجم الصفقة الأمثل بناءً على تقديرك للمخاطر المتوقعة وحجم رأس المالي الذي تستطيع المخاطرة به.

  • أنواع الأوامر: يتم شراء وبيع العملات الأجنبية وفق عدة أنواع من الأوامر. حيث نجد أوامر السوق والتي يتم تنفيذها وفق أفضل سعر موجود في السوق أو الأوامر المحددة وأوامر الإيقاف والتي يتم فيها تحديد السعر الذي يجب التنفيذ عنده سواء أدنى أو أعلى من السعر الحالي.

  • الرافعة المالية: التغييرات في مستويات الأسعار في سوق الفوركس عادة ما تكون محدودة ضمن اليوم الواحد وعليه قد تحتاج إلى الاستثمار بمبلغ ضخم نسبياً للحصول على مبلغ مقبول من الربح. فيما قد لا يتوفر لك هذا المبلغ في رصيدك. بدلاً من ذلك، يقدم لك وسيط التداول إمكانية الاقتراض منه والدخول في صفقات تبلغ قيمتها عشرات أو حتى مئات أضعاف المبلغ الذي تستطيع توفيره، والذي يُعرف بالهامش. تُسمى هذه العملية بالرافعة المالية والتي تُقاس بنسبة المبلغ المقترض نسبة إلى الهامش الذي ستدفعه مثل 1:30 أو 1:5. وذلك بما يسمح لك بمضاعفة أرباحك لكن في ذات الوقت قد يعرضك لمخاطر خسارة أضعاف رأس مالك.

  • إدارة المخاطر: يجب عليك أن تجدد حجم الخسائر التي قد تتكبدها عند التداول ونسبتها من رأس مالك الكلي وكذلك يجب عليك تحديد نسبة هذه الخسائر إلى الأرباح المتوقعة. أيضاً، يجب ألا تدخل في أي مركز من دون تحديد مستويات وقف الخسارة وجني الربح وذلك لضمان عدم تفاقم خسائرك أو تفويت الربح الذي كان بإمكانك تحقيقه فعلاً.

لكن ما هي العوامل التي يجب أخذها في عين الاعتبار لاتخاذ قرارات الشراء أو البيع؟ أحد أبرز الأساليب لتحديد نقاط الدخول والخروج في تداولات الفوركس يكون عبر أدوات "التحليل الفني" والتي يجب عليك أن تتقن استخدامها على النحو المطلوب، وفي الآتي نتحدث عن أبرز تلك الأدوات باختصار:

  • الرسوم البيانية: يمكن عرض الأسعار عبر مختلف طرق الرسم البياني كالخطوط البسيطة أو مخططات الأعمدة أو الشموع اليابانية – الأكثر استخداماً – وغيرها من الوسائل الأكثر تعقيداً ولكن منها طريقة مختلفة للاستخدام.

  • خطوط الدعم والمقاومة: هذه الخطوط، على اختلاف اشكالها وإن كانت ثابتة أم متغيرة، تمثل نقاط فارقة في حركة السعر. فمستويات الدعم هي المستويات التي تمنع السعر من تسجيل المزيد من التراجعات ومساعدته على الارتفاع مجددا، على العكس من مستويات المقاومة التي تشكل عائقاً أما السعر للارتفاع. في المقابل أيضاً، فإن الاختراق أعلى أو أدنى مستويات المقاومة أو الدعم قد يُمثل نقطة انطلاق نحو المزيد من المستويات المرتفعة أو المنخفضة.

  • النماذج السعرية: الافتراض الأساسي في التحليل الفني هو أن الأسعار لا تسير بشكل عشوائي بل يمكن التنبؤ بالأسعار المستقبلية بناءً على الأسعار السابقة. في كثير من الأحيان ترسم حركة السعر أشكالاً يمكن تمييزها وتلقى اهتماماً وثيقاً من الأسواق. حيث نجد القنوات السعرية الافقية أو المائلة أو المثلثات والاوتاد ونماذج الرأس والكتفين الصاعدة والهابطة وغيرها من النماذج. فيما أن الاختراق أعلى أو أدنى نطاقات تلك النماذج قد يقدم إشارة للسوق بالبيع أو الشراء.

  • مؤشرات الاتجاه: عادة ما تتبع حركة السعر اتجاهات معينة صعودا أم هبوطاً ومن المفيد جداً التقاط تلك الاتجاهات منذ بدايتها لعدم إضاعة الفرص. فيما نجد العديد من مؤشرات الاتجاه لكن من أبرزها نجد المتوسطات المتحركة والتي تُمثل متوسط الأسعار خلال عدة فترات زمنية سابقة والتي تنقسم بدورها إلى العديد من الأنواع. على سبيل المثال، فعندما تكون حركة السعر فوق خط المتوسط المتحرك طويل الأجل لإغلاق 200 شمعة، فقد نشهد تياراً صاعداً طويل الأجل.

  • مؤشرات الزخم: هي المؤشرات تستطيع قياس القوة التي بلغها الاتجاه السعري السائد وذلك بما يساعد على معرفة ما إذا كان هذا الاتجاه قد فقد زخمه وهل سنشهد انعكاساً باتجاه أخر تالياً. كما تحاول مؤشرات الزخم تحديد ما إذا كان الأصل قد وصل إلى منطقة ذروة الشراء أم ذروة البيع. من بين تلك المؤشرات نجد مؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر تقارب وتباعد المتوسط المتحرك (MACD).

فيما من الأفضل عدم استخدام أي من تلك الأدوات بشكل منفرد دون الاستعانة بواحدة أُخرى لتأكيد إشارات البيع والشراء. إضافة إلى أدوات التحليل الفني، يجب عليك أن تمتلك بما يكفي من الخبرة لتحليل أهم مستجدات الأسواق والبيانات ذات الصلة وذلك بما يُعرف بالتحليل الأساسي.

كيف تبدأ التداول وما هي معايير اختيار وسيط الفوركس الموثوق؟

بعد استيعابك للمفاهيم السابقة على النحو المطلوب، ستحتاج إلى العثور على وسيط مناسب لبدء التداول. إلا أن هذه الخطوة قد لا تكون بهذه البساطة حيث قد يقع العديد من الأفراد من غير ذوي الخبرة الكافية ضحية لعمليات الاحتيال ممن يدعون تقديم خدمات التداول. وعليه، يجب عليك معرفة كيفية اختيار وسيط الفوركس الموثوق عند استكشاف سوق الفوركس عبر الإنترنت الذي يشهد نمواً متسارعا. إليك أبز الجوانب التي يجب على يتسم بها أي وسيط تتعامل معه:

  • الترخيص: لا تقم على الاطلاق بالتعامل مع أي وسيط فوركس غير مرخص. حيث أن الوسيط المرخص سيكون خاضعاً للعديد من اللوائح القانونية والتنظيمية وذلك بما يضمن عدم ضياع أموالك أو وقوعك ضحية للاحتيال. لكن يجب عليك في كل الأحوال التأكد من الوسيط الذي تعامل معه مرخص ومسجل بالفعل لدى الهيئات الناظمة. يجب عليك الدخول إلى الموقع الالكتروني والبحث في سجلات الهيئات الناظمة ومطابقة الموقع الالكتروني ورقم الترخيص وغيرها من المعلومات المتوفرة في الترخيص مع تلك التي يعرضها الوسيط وذلك عندما يدعي، على سبيل المثال الحصول على تراخيص أي من: هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC) أو هيئة السلوك المالي البريطانية (FCA) أو هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC).

  • الشفافية والوضوح: هناك العديد من الجوانب بالغة الأهمية التي يجب عليك معرفتها قبل إيداع أموالك وبدء التداول. حيث يجب على الوسيط الإفصاح عن شروط السحب والايداع والمدى التي قد تستغرقها. كما يجب على الوسيط الإفصاح عن كافة أنواع العمولات التي قد يفرضها على عملائه وألا يحمل العملاء أي عمولات مخفية. إضافة إلى ذلك، من المهم الإفصاح عن شروط فتح الحساب والأسباب التي قد تؤدي إلى اغلاقه.

  • الجدية: لكي يكون الوسيط من بين أفضل وسطاء الفوركس يجب أن يقوم بعمله على أكمل وجه مع الاهتمام الشديد بالتفاصيل الدقيقة على مختلف الجوانب. حيث يجب على الوسيط تقديم منصات تداول متطورة وتضمن التنفيذ السريع للأوامر وتقدم للمتداول مختلف الأدوات المهمة لعملية اتخاذ القرار على النحو المطلوب إضافة إلى موقع الكتروني شامل يتضمن جميع المعلومات الهامة المتعلقة بمنتجاته والخدمات المقدمة عبره وخالي من الأخطاء الفنية التي قد تؤثر في ثقة العملاء.

  • التواصل مع الجمهور والعملاء: عادة ما يبقى الوسطاء الجديرون بالثقة التواصل مفتوحاً بينه وبين عملاءه الحاليين والمحتملين. حيث يجب على الوسيط أن يمتلك فريق لخدمة العملاء على النحو المطلوب بما يضمن الاستجابة السريعة على استفسارات وشكاوى العملاء بطريقة مهنية وشفافة. كما يحرص وسطاء التداول المرموقون على إبقاء عملائه على اطلاع على أه مستجدات الأسواق وتوفير التعليم والتدريب الكافي لهم عبر مختلف أنواع المحتوى المقروء أو المرئي أو عبر الندوات الحية.

الخلاصة

قد يكون استكشاف سوق الفوركس عبر الإنترنت مثيراً للاهتمام مع توفير إمكانية تحقيق الدخل الإضافي من المنزل وعبر الهاتف المحمول وذلك في ظل التطور المتسارع في التكنولوجيا المالية. إلا أنه يجب عليك إدراك العديد من المفاهيم الأساسية التي تتعلق تداول الفوركس عبر الإنترنت وسطاء الفوركس. في البداية، يجب عليك معرفة ما هو تداول الفوركس وكيف يتم وما هي الأدوات اللازمة لاتخاذ القرار وتحليل الأسعار سواء من أدوات التحليل الفني أم الأساسي المتعددة. بعد ذلك، يجب عليك معرفة كيفية القيام بتقييمات ومراجعات وسطاء الفوركس التي قد تجدها أمامك على النحو المطلوب وذلك لتجنب وقوعك ضحية للاحتيال.

شارك هذه المدونة: